شعراء العامية مصريين

وقعة فلاح
للشاعر: بيومي قنديل

لما وقع ماسمعت لوش غير سن فاس ماضي
وخروشة غلق فاضي كتم هم الرصيف، وقولته
آه اللي أكيد طلعت ولا لقطت هاش.
***

لما وقع جات وقعته علا ضهره والفلاح
بيلبس .. لما يلبس .. راق
يادوب، لو يتنتر بينحسر. واحدة 'شيري' بنت ذوات
لحقت قوام حدفت عينيها
الناحية ديك ها وزودت دوغري في سكتها بعيد،
فيما قلت انا: عندك اكيد ي ميعاد ي اخلاق!
***

لماوقع ما وقع ش لاكن انفرط، من عنقه ساب: بقجة رباطها
فجأة طار، غير السؤال اللي غلبت يومها وياه ايه يحوش حبة
عضاه يتدعوروش يتدحرجوش علا الرصيف
زي الغلق والفاس كدا إيد في اتجاه وإيد في وأيد في تاني اتجاه؟
***

لما وقع بصيت عليه حققت فيه ما اعرفتش
ان كان اسمراني وسكك السفر الطويل هداه تمام، ولاابيضاني
والشمس لافحاه، لونه كان لون التراب،
واكمني مقري علي ورد وكتاب، اقدر اقول: لون البدن
كان لون 'اوزير' اخضر خضار عجيب
غريب: مسحوبة منه
ماية الحياة!
***

لما وقع رميت عيني شفت قلت في بالي انا:
ياهل ترا موعود يلبسوك جنايني يشغلوك فلاح
في غيط لكين زغنون أد كف مولود،
زرعه ممؤوت لو كبر، يرمي ش تمر،
ولايسيب ضل علا اجناب السكك ممدود، ماشي مع القدم،
ولا الغيطان الهو ماتكون شي عليك داقت خلاص،
راحت مطوحاك هنا في مصر الجديدة؟
***

لما وقع باريت بعيني عليه لقيته عجوووز،
مكحكح قول لكين فوق شفت
نابق شنب اخضر وليد ما كمل ش تنبيت
والأكادة النني بايش والنظر يادوب طشاش،
والبق مقفول علا طول منقار تقول
بس الايدين كبار يفصلو جوزين
أيود وفرد من ايود 'البهوات'
***
لما وقع قلت أكيد وقعة جمل ويستحيل يقوم
لكين بربش لحقت دوغري مديت اليمين
باللي طلع فيه النصيب شوف انت بس
شاف الحسنة الواحدة بكام؟
إيدي ولايكون ماشاف هاش: في الهوا
سابها وسند سند علا زندي،
وفضل يقوم لحد ماقعد،
وباين انه بص ع الطريق
وشافه علا أد ماحد، وسمعه بينادي اكيد اكيد عليه،
لحق نهض مد الايدين يمين وشمال يطصو
ياك شي صدفة في الغلق
والفاس 

ـــــــــــــ
ميت ميت
للشاعر: حمدي خلف ( الأسكندرية)

ماسكتك
المرة دي بقي مش ممكن ح اسيبك
ما تحاولش
لازم تاخدني معاك
اعتربني عيل،
وشبط
لكن مش ح اسمحلك ابدا
تهرب مني
خلاص
بقيت حافظ كل الاعيبك،
ومافيش قوة ع الارض
ح تخلٌيك تمشي من غيري
يعني
ما تفتكرش انك ح تقدر
تضحك عليا
المرة دي
مافيش حاجة ممكن تغريني بيها،
وتخلٌيني أقعد،
واكيد
انت جي وعارف كويس
اني محتاجلك النوبة دي
اكتر من أي مرة عدٌت
صدٌقني
مش ح تلاقي زبون
اسهل مني
قبل ما تخلٌص الشاي
اللي ف ايدك
ح اكون عبٌيت لك
روحي في شنطة
وطلعتلك
الذنوب م الدولاب
ثواني
مش ح عٌطلك
انا عارف
ان عندك شغل كتير
الايام دي
ربنا يكون في عونك.. 

ــــــــــــ

تواريخ سقوط وردة النور
للشاعر :ماهر مهران ( أسيوط )

1
خايف قوي (م) الرٌيح
تجيب مرار
وصريخ'
وألم يشق القلب
ويقولي تاني برعب:
زي الملك (م) انكسر
إنكسرت إرادة الشٌٌعب

2
كل م تنبٌِت حبٌه للحياة في الجولان
في سينا
و (ف) لبنان..
في حيفا
وبغداد الحزينة
تعلي النٌّار حوالينا
وتسيب خراب في الرٌجوح
(ف) يا نوح
مش كنت حفرت حفرة
في قلب السٌفينة
وريٌّحت البشر بدري

3
السٌّما بتشتي قرود
ونباح كلاب
ورعود..
وتتار
ومغول
ويهود..
وشتا سقيع وبرود..
وعنكبوت (ع) ينخر
في جمجمة عيٌل عراقي
وأنا (ع) أسال سما بتشتي
مين زايل؟
ومين باقي؟
أخطبوط الموت
ولا وردة النٌجور
اللي (ع) تطلع
من جمجمة الواد العراقي؟!

4
ماسك خيوط النٌجوم
لكن الحلق ناشف
والكلمة تجقل الهرم علي طرف اللسان
والدٌ جنيا تصغر في عيني
والنار (ع) ترعي في المصران
وأنا نفسي أنام
أرقص.. أغنٌِي
أطيٌِر عصافيري
وألعب مع الأوهام
مع الحقيقة
مع الأحلام
أحكي حكاية حب للقمري
واستمتع ولو مرٌّة بلحظة من عجمري
وأنسي النهارده أيه؟
ودا ليه؟
ودي بكام؟
أخد حبيبتي للنسيم
لضليلة عنب
لرقصة البط علي الترعة
للخضرة
ولعشق الحمام
أنا
نفسي أنام
لكن خايف ساعة أصحي
يقولولي:
حبيبتك ضاعت
وإنتّ مش دريان!!

5
النار بترعي في ريش الحمام
في الكتب
وفي الأقلام
و(ف) كرامة شيوخ الحي..
في الفراشات
وفي الأحلام..
في ججمٌّار النخيل لابيض
و (ف) غنوة النعناع للبرسيم
و (ع) ترعي كمان
في جسم سيدنا
ولا برد
ولانسمة سلام!!

6
أنا باموت في صبغ الشٌّعر
تنعيم الخد والسمان
توليع الشموع بالليل
والرقص ويا ريحة البارفان
وباعشق اللمس والهمس والأحضان
وارتعاشة البدن تحت العبيد
في زوايا الزٌمن
وركن أركان المكان..
وأنا شهقة العشق الوحيدة
وأنا في جيش العرب
رئيس لهيئة الأركان. 
ــــــــــــــــ

وبتخسر الصباره ضلتها 
للشاعر : مسعود شومان ( شبين القناطر)

ع الناصيه
عرّى الحصان البت
واتدلق جسمها طيّر حاجات معرفتهاش
حُمرتها ع الكراس
ورد انقطف
وحجر بيسقط على طروف الدمل
طب ليه يارب بتغسل الصباره ضلتها عشان تفطمنى
فاطنه إزازة عطر فى جيب السديرى
نكله فى حجاب على قلبى
،....
ع الناصيه
تحبل الحدوته بالوساوس
وتكِّسف عضامها من النقى
تفتح شراشيبه لبحر عجوز
ولصوانى عليها كحك
منديلها نَزّاز الصديد يرمينى تحت الجنيات
يدينى صندوق م الدهب
مليان بخور وفلاّيات وإبر وأترها
السوق فى عز الضهر بيكب نسوان
ريحة ايديها صابون
سرّيح بَرُج الدنيا تحت بزازها
يسقط نبى
والشاى يتكب ع الحسبه
أمدد رجلى جوه الشق
فيه حاجات بتندلق
كان منها حبر اسود غطيس
دا اللى فاكره
شنطتى مفتوحه على قلبى
رجلى تفتح فى الحيطان طاقه
يطلع عيال مشاليل بعكاكيز صغيره
كانو ساعتها شايلين شجر محروق
معرفش دلوقت شايلين إيه
أصل ماشوفتوهمش من يناير
شنطتى مقفوله على جسمى
تتمد إيدى
تجيب فلاّيه
كان لونها زى ماتقول كدا
اسود فى لون شعر الغراب
أمدد رجلى جوه الشق
واقعد أسرّح فى شعرى لحد نص الليل .

ـــــــــــــ
النقش فوق حبل ليف 
للشاعر : أبو العرب أبو اليزيد ( أسوان)
1 -
كل البيوت ف الصبح لون واحد
الفجر داخل بيرمي الضلمة ورا ضهره
خد الورق ف الغيط – ملدن – والفروع(متنقرشة)
قمر الدروب ريح في ( غلق ) البوابات
" كباس " " بابور " بيور ن وتوش ( الكوش )
كل السطوح متونسة بصوت " الديوك " ..
نفس الحريم..صوت(الصحون ) .. خبط(الحلل) ..
دايبين في ( وأ وأة ) العيال .
باب الفقير زيق – تتسحّب البتّ اللّي بتلمّ" الوقيد"
حريم ( كبّارة ) لابسة اسود
و " سابلة " الطرحة فوق راسها
تطلع وترجع شايلة " الجرّة " .. مبلولة الهدوم
تدخل تحايل طفل مفطوم في النهار ..
" غيران " من الطفل الجديد . 
2 ـ
يتأوه العضم الكبير
نايم وخايف من " زيارة " " عزرائيل " ..
يسمع أدان الفجر يحمد ربنا
يهرب ويخرج في ( الونس ) !!
يفرش قبال الباب ويلقط في النفس
على نفس مطرح كل يوم يقعد(يصور)في (الوشوش)
.. يكح ، ويرد السلام
نفس المكان اتقص من فوقه الكفن
.. كنسوا التراب واستقبلوا الناس للعزا
نشوا الكلاب علشان بتنبح في ( الصوان ) .
تهدا – الكلاب – وتمد"بوزها" وتتخمد تحت الحيطان
باب ( يتورب ) تتكب مية لاغتسال بلا أي صوت
( يستنطق ) الشباك في ( بيت عالي )
مية نجس ليل الغناوي
تتبط ع الأرض تفرش " طرطشة "تزوم الكلاب
وتقوم وتنفض شعرها وتزغر لشباك الغني !!
تصحى الطيورفي العش تتهز الفروع
"تتمطع"النخلة اللي حانية الجذع
تنصب ضهرها
تتمد إيد " السباطة وترمي فضل الله
في " الكَرْم " لف الجنايني ولقط " المقروش " ..
وعدى ع التعريشة عسعس في العنب
يلعن في سره المن والسوس في القصب
ميّل سند جسمه بكتافه وشد حبل الذكريات
فينك يا بو القردان ؟!
فينك"يا بو القردان" تلقط دود من الغيط والبيوت
رجعنا م النص ما رجعناش من الأول
اتعقّد الأمر والحل اللي جاي طول
اتحل وسط البلد اتبدلت لاحوال
الساعة وقفت ع الغلط واتحزم الرقاص
الودن طبلتها ، خنّت ، م الصدا والغش
إتألّف الموال بناس غشوا التراث
فينك يا بو القردان ( تبيض ) جنب الخيال
يعدل " خيال المقاته " اللي اتكسر وسطه
ما عدش وقت الحصاد أولاد بينبسطوا
خولي " الكروم " بصباص ، صدر البنات خباص
اتفرقوا الأنفار " والعت " خد ع الفار
فينك يا ابو القردان تخدم مع الشبان
وتشجع الأطفال ( وتوبخ ) الخولي
" نَزَحُوا " " الزيار " والسبيل ما عدش فيه " ميه "
الخولي صاحب الغفير والقطن بيهرّب
ما تْرَوَّحُوش يا بنات ، في مرور ف المغرب
ضِرع الجاموس خوّاف لو شاف أمان يحلب
فينك يا بو القردان
أَمَلِّيك الكلام تكتب 
ــــــــــــ
شنقت
للشاعر: محمدأسامة (بورسعيد)
اخر مرة شربت شنقت
ف حلقى العطش المالح
فاض وغرقت
اندلت من احشائى دموعى زى البنت
اندلئت منى فى بير
السر غويط
وكتمت
فى عز الحسرة
دموعى ووجعى وجوعى
كل عيـون الأرض شـايفها الا دموعى
قـاد الفرح شـموع الأرض وطـفا شـموعى
ما كانش بطوعى
فقرى وجوعى
وما أتعلمت
رحت مدارس
وقلت هامارس عيشه واعيشها
لكن خبت
خبت
وخيبة الراجل
مين يسترها غير القرش
بـيت بحيـطان وسـقف وكرش
كل ما أسد ف شــق بيطلع كرش

وأنا ما انكرش
ان عيـونى حبت تحلم
سبتها تحلم يمكن عشت

عشت وشفتنى منى اتفركشت
فركش فرفـش
مين ويـايـا ومين الضد
اللي باني لي أول خلق الله بيهد
بعد ماكره كل العالم فيه إيه ها يجد
ماعِرفش ياخدني تحت بطاطه معاه ويمد
مرة اتنين تلات مرات قلنا أكيد هايسد
عرق النحس يجيب الفقر وغصب بـأ مد
ماكانش ف قلبى
لبكره الجاى دليل ع الود
وادينى باأعد
ف حظى
كسير
م الجرح

أنت هاتقدر تكســـر لقمة تاكلها بملح
بس اولادك كاســرين قلبك مليون جرح
ـــــــــــــ
طــرح المشمـش
للشاعر: محمدمحمدين
جُرن القمح الساكن روح الفقرا ..
مليان عصافير
وغفير صاحي
خايف م الريح الدوامة
وعيال يامه ..
قاعدين حوالين شجر المشمش
جواهم أنهار بتغرِّق جرن القمح وتطفي ..
حر الجوع القايد فيهم !
الصيف الزهقان من نفسه
مكروش نَفَسُه
الناس بتخاف من تنهيده
إزاي إيده
تمسح عن وش فقير عَرَقُه ؟
لحظة غرقه ..
مكسوفة الميه تبوس خده
كل الأمواج هجرت بحره .. جزره .. مدُّه !
مع إن الأحلام على قدُّه ..
من مدَّه النوم ودَّع عينه !
من مدَّه منمش على مخده !!
وفِضِل صاحي ..
خايف م الريح الدوامه
وعيال يامه ..
قاعدين حوالين شجر المشمش
قايدين النار اللي بتاكل ..
جرن القمح وتغزل ..
توب للبرد الصارخ فيهم
التوب الدايب ما يصدِّش
والبرد رصاص !!
رقاص الريح ..
عمّال يرقص
مع طوب الأرض الي بيرزع
باب الفقرا
ينزع فرشتهم وغطاهم
يزرع على سطح البيت غيمه
تطرح مطره !
دم الأبواب المكسورة غازل خيمه
للعمر الخايف من ضلّه
الشجر الخاين خلانه
حضنه بنادق
طارح مشمش فوق أغصانه
كل الأحلام غصبن عنها ..
طارت يمُّه ..
وامّا اتلموا
!!!
شرقانه الأرض اللي بتشرب ..
من نزف الأحلام الواهيه
طرحت غربه وشجر خاين ..
قلعت توب البور الناشف ..
لبست فستان ألوان زاهيه
فتحت أبوابها لأصحابها
عرضت محاسنها .. مفاتنها ..
توتها .. تينها .. جنة أعنابها .. عِنَّابها ..
رقصت .. سهرت .. غنت ..
سكرت .. غابت ..دابت ..
سابت .. جرن القمح الساكن روح الفقرا ..
مليان عصافير ..
وغفير حاول يطلع شجر المشمش ..
.. و
ن
ز
ل
مقتول !!!

العرض
***

ماكانش حد غيرى فى المكان
واشتد ف الخارج صدى المطر
بدت الشوارع م القزاز المكسى بالرزاز
خاليه من البشر
وكانت الأنوار مطفيه
والشيش مقفل
إلا قزاز الفرانده
كان وحده شاخص زى شاشه تبهر النظر
* * *
الكادر كان مبلول
بدأت خيوط صغيره بالورب
تلضم خيوط بالطول
وصار نسيج حرير
واهى ضعيف .. الريح تشقه ينفطر
وينكشف خلفه براح من غيم
* * *
كان المكان ممتاز لرؤيتى
وكانت المقدمه تبعث على الأمل
عدلت قعدتى وعزمت أتابع العمل
وفجأة دق الرعد يسبقه الوهج
شعرت إن الفعل قادم
خلعت جسمى عنى وتهت ف الصور
* * *
كانت هناك فى آخر الأفق
بوابة حجر
بتمر منها زى البرق فرقة من عساكر الرومان
خوذ بتلمع والرماح المشرعة
متوجهة إلى الأمام
وفجأة يملا الكادر ست مليارات من البشر
وكلهم فى بانوراما واحده مذهله
وصغرت الأحجام
بقت الرماح دبابيس صغيره
بيثبتوا بيها عساكر من لعب
ناس من عرايس الورق
شابكين ف صلبان من بلاستك
وفجأة تهدر الرعود
وتنزل السيول تغطى كل شىء
* * *
وعبا القزاز دخان أبيض كثيف
ظهر ف وسطه مهر أسود ساحر القوام
ركض على الضباب صبح مروج
ولما لعلع بالصهيل
الشمس بهرت العيون
* * *
وفجأة هاج " كلاكس " عصبى خارق الإزعاج
رج الوجود وطفش الصور
بصيت لقيت تانى الشوارع المهجرة من المطر
مع الحيطان الكالحة اللى أعرفها من زمان
ولقتنى قاعد من جديد
قصاد قزاز عادى لشيش عادى لبيت عادى
يقع فى حى عادى
من عاصمة عادية
*****

بالعامية المصرية

الشاعر الكبير
فؤاد قاعود